١/٠٣/٢٠٠٨

تأملاتـ::ـي

وانتهى ذاك الامتحان بسلام ..ككل الامتحانات التي تمر علينا..تنهكنا حتى الصميم قلبا وقالبا.. وكأن الروح متعلقة بها تخرج من فوهة او تدخل فيها ..
وما أصعب الروح ان تعلقت بشئ وسحب منها او منع عنها!!
ترتعش الانامل وتتهاوى القوات ولا شئ من قوى الدنيا يعني حينها شيئا..
حملت حاجياتي على كتفي ...وآه كم تمنيت ان القي بها في عرض الشارع لعلها تخفف عني شيئا من وطأة احمالي... وآلامي
وأمامه.. ذاك المبنى الصامد في شموخ واباء ..نظرت اليه شوق وحنين فاجأني تذكرت العصر وما صليته... فلعلي اصليه واكمل طريقي.. او لعلني استريح كاستراحة ابي التي كان يحكي لي عنها.
دلفت اليه( مسجد النور بالعباسية) صليت العصر وجلست... ظهري ما اعانني لاجلس على الارض ..وما اكثر عشقي للتربع في احضان بيت الله!!
ومكرهة امضيت جلستي على كرسي كعجائز العائلة او متكبرات المساجد.. يا للأسف!!
نصف ساعة او دونها.. لا يعني الوقت داخله شيئا.. فعند الله الوقت والدنيا كجناح بعوض ان لم يكن اقل او ازيد!!
أناس يخرجن وجموع تدخل هذه لتنام وأخرى لتدرس وتلك لتصلي.. وكأنه مستراح المارين وملجأ القاصدين
دخلت هي من بينهن ودعوني الفظ عليها كلمة (حضرتها )لحاجة في النفس ستبين
دخلت حضرتها من بينهن وتجمع ثلاث او اربع نسوة حولها واحضروا لها الطاولة والكرسي؛ وكنت على بعد قليل فلنقل على قرب ليس ببعيد عنها يدعني اسمع همسها وحديثها الخافت ..وما امتنعت عن ذلك قائلة رحماك ربي لعل الراحة راحتين.
قرأت من دفتر او كراس مفتوح امامها مكتوب فيه تتلعثم بالكلمات و(تتهته)فيها ..كطفل صفير في الدرجات الاولى من التعليم حمله معلمه على القراءة بصوت مرتفع.
جرت تحكي عن امور هي من الدين قشوره ومن العلم فتاته.. كنت احسب العالم والجاهل يعلمها ولكن لا ادري ..لربما
تارة تتبسط بالكلمات وتارة تتعالي فيها عن مستوى العقل العادي.. فما بالك بنسوة لا يعلمن من الدين غير اسمه وتقاليد ربين عليها
صبرت صبرا جميلا ..وقلت اتابع املا ان يتحقق بها المثل القائل (يضع سره في اضعف خلقه )وتأملتها تأملا دفعني للرحيل الى عالم كانت فيه مربيتي تلقي فيه الدرس ايضا.
مربيتي بحجابها وخمارها الاسود الساتر ونقابها وقفازها وهذه او نقل (حضرتها ) حجاب صغير حمدا وشكرا له ان غلف راسها وناصية شعرها تبين من تحته وجاكيت وتنورة ..وشكرا
خالطني شئ من استصغارها ولكن استغفر الله ..ومن انا حتى يداخلني شئ من هذا! وهي داعية الى الله مهما كانت ..
ربما هي ذكرى مربيتي
حاولت اقتباسا من حديثها وفائدة منه ..ووجدت
ويا الله على تلك المشاعر حينها!!
تذكرت تربيتي وتعليمي في مدارس تحفيظ القران الكريم وما حظوت فيه على علم ديني.. مازلت امهاتنا يسعين لتعلمه
تذكرت.. تأففي وانا بتلك الضفائر الصغيرة ارتدي جالبيتي تلك الزرقاء.. استذكر حديثا او فقها او تفسيرا كان
تذكرت.. بكائي لابي وتوسلاتي لامي لنقلي الى اي مدرسة اخرى ..ليس بها تلك المواد الدينية الكثيرة هذه كم هي صعبة علي !!وها انا الان ..طبيبة
تذكرت وتذكرت
تذكرت.. محاولات امي وابي لاكمل واخوتي حفظ القرأن الكريم والان ما اطول هجرنا لمراجعته
تذكرت وتذكرت
تذكرت.. انتمائي للاسلام ولجماعة احسبها على خير والله حسيبها
تذكرت.. ابي وتمسكه الدين وامي بنقابها وحياؤها وتقواها
تذكرت وتذكرت
وسالت دمعة
واعذروني ان توقفت هنا.. فدمعتي لا تزال
وللدمعات معان ..ورهبات